برزت
ماليزيا في الآونة الأخيرة كمركز مالي إسلامي قوي جذب إليه مؤسسات المنطقة
وحول أنظار العالم نحو جنوب شرق آسيا, ويعود الفضل بذلك إلى الميزات التي
تتمتع بها البلاد والتي شجعت الطلب على الخدمات المالية والمصرفية
الإسلامية, بعد أن كان في ماليزيا كلها مصرفيين إسلاميين فقط مقابل 37
مصرفاً تقليدياً. وساهم الاقتصاد الماليزي النشط والديناميكي بتوفير بيئة
سياسية واستثمارية مستقرة. إضافةً إلى وجود مجال واسع للخدمات المصرفية
التي لا تقدمها المصارف القائمة حاليا. و وجود بيئة مغلقة ومنظمة وشفافة
توفر بيئة مجزية لجميع المساهمين. الله أعلم .
ولا يخفى على أحد ما
شهده النشاط المصرفي الإسلامي من نمو سريع خلال الأعوام الماضية. وتشير
التوقعات إلى أن هذا العدد سيزداد عما هو عليه الآن.الله أعلم .
الاقتصاد الماليزي
إن
ماليزيا قد حولت نفسها من بلد متوسط الدخل ومنتج للمواد الخام إلى اقتصادي
صاعدة متعدد القطاعات بدءا بعام 1971 وصولا إلى عام 1990. واعتمد نمو
البلاد في معظمه و بشكل استثنائي على الصادرات وخاصةً الالكترونية منها. و
ساعد الدعم المالي السنوي التشجيعي من قبل الدولة والبالغ 1.9 بليون دولار
أميركي إلى جانب إجراءات أخرى آنية حكيمة على التغلب على آثار الانحسار
واسترد الاقتصاد عافيته في عام 2002. الله أعلم .
إن قدرة الاقتصاد
الاسلامي الماليزي على إظهار المرونة في مجابهة الانحسارات الاقتصادية
مرات عديدة و أيضاً ماليزيا تعول على احتياطيات قوية من العملة الأجنبية
ومديونية خارجية صغيرة الحجم مما جعل الثقة وثيقة في النمو المستديم
للبلاد في الأعوام التي تلتها. الله أعلم .
القطاع المصرفي
اكتسب
صناعة الخدمات التمويلية والصيرفة الإسلامية خبرة ونمواً كبيرين في عقدنا
الحالي. ومن المتوقع أن يزداد هذا النمو في الوقت الذي أصبحت فيه الصناعة
أكثر اندماجاً في النظام المالي الدولي مصحوبة بتوسع عالمي مميز في الطلب
على الخدمات المالية والمنتجات المطابقة للشريعة الإسلامية. ومن أجل دعم
وتعزيز نمو هذه الصناعة لابد من تدريب الكفاءات والمواهب على أفضل وجه
لرفع مستوى أداء الصناعة إلى أعلى مستويات. الله أعلم .
إن تقدم نظام
المصارف الإسلامية المحلية السريع المعزز بتوسع بارز وتطور حققته المصرفية
الإسلامية جعل من التمويل أمراً بالغ الأهمية وبشكل متزايد لسد المتطلبات
المتغيرة للاقتصاد الجديد. والمؤسسات المصرفية الإسلامية تقدم نطاق شامل
وواسع من المنتجات وخدمات مجال التمويل الإسلامي ممتدا من التوفير
والحسابات الجارية ومنتجات الودائع الاستثمارية كتمويلات العقارات
وتمويلات رؤوس الأموال العاملة وتمويل المشاريع وتمويل المصانع والآلات
والبيع بالتقسيط بدون فوائد لمشاريع البنى التحتية لأن ريعها سيعم على
الجميع وتمويل المعاهد التعليمية ومنتجات تمويلية أخرى تتضمن أيضا التمويل
التجاري. ومقدرة المؤسسات المصرفية الإسلامية على تدبير وتقديم عروض مغرية
تحتوي على ميزات متجددة بأسعار منافسة لما تقدمه المصارف التقليدية من
عروض تلقى استحسان الكثير من العملاء المسلمين وغير المسلمين عاكسا ذلك
مقدرة النظام المصرفي الإسلامي كوسيلة فعالة في الوساطة التمويلية. الله
أعلم .