يشكل الأمازيغ أكثر من 50في المائة من سكان المغرب ، وهم ينتشرون في بقاع جغرافية متفرقة من المغرب، وقد
تمكنت العديد من الأطر الأمازيغية من تقلد مناصب سامية وحساسة في جهاز
الدولة ، إلى جانب مساهمتها الفعالة في الحراك السياسي و التنمية وتدبير
المشاريع و الدفاع عن مصالح البلاد و قضاياه المصيرية .
فالأمازيغ
، إلى جانب روافد المغرب الأخرى العربية والأندلسية والصحراوية ، يشكلون
سندا مهما في تقوية اللحمة الوطنية وتعزيز الوحدة والإيخاء و ترسيخ
التكامل والتجانس الذي يتميز به المغرب عن كثير من البلدان .
وإذا
كان الحديث عن مدى شمولية الرعاية والعناية بدا يطرح في الآونة الأخيرة
وعلى أكثر من صعيد ، خصوصا في ظل تنامي مشاعر الحكرة والإقصاء عند العديد
من سكان المغرب ، فإن الصورة التي لا يزال يرسمها المغرب الرسمي و معه بعض
المتملقين و الإنتهازيين عن الأمازيغ و ثقافتهم و تراثهم لا يزال ينم عن
قصر النظر و سوء النية و دونية التقدير و الاعتبار .
فكثيرا ما يتم توظيف الأمازيغ و المسالة الأمازيغية كواجهة فلكلورية لـ"إبراز" وجه المغرب و ما " يزخر" به
من طقوس و أهازيج و تقاليد ؟؟و يشترك في هذا التوريط – مع الأسف - شخصيات
و مؤسسات محسوبة على الرافد الأمازيغ ، حيث لا تتوانى في اللعب على الوتر
الأمازيغي و توظيفه أسوأ توظيف لغاية مصلحية ضيقة مما يؤثر سلبا على صدى
الأمازيغ و يؤدي إلى تمييع دورهم وتتفيه مشاركتهم و عطائهم .
وحتى
في ظل الدعوات التي توجه إلى بعض الفعاليات الأمازيغية لحضور الأنشطة
الثقافية والمهرجانات ، الرسمية بالخصوص ، تشتكي دائما الفرق و المجموعات
الأمازيغية المشاركة من سوء الاستقبال وغياب ظروف المبيت الحسنة و العناية
اللازمة ، حيث يجبرون على المبيت في المدارس والأحياء الجامعية مكتفين
بالخبز والشاي وطعام قليل الكم و الكيف ، فيما تحظى ، غالبا ، الفرق
الأخرى بفائق العناية المتمثلة في المبيت بالفنادق وحسن الاستقبال وظروف
تنقل مريحة و مقابل مادي معتبر .
هذا
الوضع البئيس الذي تضطر الفرق الأمازيغية إلى معايشته مرغمة في الإحتفالات
و الأنشطة الرسمية تحت شعار الرمزية الوطنية هو ما دعا بعض الجمعيات و
الفعاليات الثقافية مؤخرا إلى المقاطعة الشاملة للدعوات " المحتقرة
" التي توجه لهم ، وعدم الحضور للدعاية و الترويج المغلوط للواقع الذي
يخفي ما يخفيه . فالثقافة الأمازيغية ليست منحصرة فقط كفولكلور وأهازيج ،
ولا يتجلى دور الأمازيغ فقط في تقاليدهم المتميزة ، بل الأمازيغية هي
ثقافة و فن و تراث وفكر و وجود وتاريخ و حضارة لها قيمة و اعتبار و تقديرو
احترام ، وليست هي تلك التي تسعى أوساط حقيرة إلى رسمها و توظيفها لدى
الشعب و قواه و العالم