[center]ماذا بعد الباكالوريا
أول شيء يحس به الطالب الجديد عند ولوجه الكلية هي الحرية و التحرر , و هذا شيء طبيعي لتلميذ مورست عليه ضغوطات من طرف الأسرة و المحيط القريب من جهة و من المدرسة و أساتذتها و إدارييها من جهة أخرى, فالتلميذ لقلة وعيه و فتوة عقله يترجم تلك الضغوط إلى سلوك ضده لا لصالحه, و المشكل في حد ذاته لا يتحمله هو فقط لكن المحيط الذي يعيش فيه هو الذي يتحمله بنسبة اكبر, فهو يحس بأنه مراقب في كل تحركاته و هذا ما يولد عنده الإحساس بفقدان الثقة, لان الأسرة تعتبره قاصر العقل و لا تشركه في اتخاذ القرارات التي تعنيه لذلك فهو في نظر نفسه إنسان مسير من طرف الغير و لا يتحكم في نفسه.
مشكل غالبية الأسر المغربية أنها تصور لأبنائها أن التعليم واجب عليه و ليس كوسيلة للنجاح, و هذا ما يجعل أفق نظر التلميذ قصير, فيعتقد أن الحصول على الدبلوم هو الغاية القصوى و هذا ما يتسبب في عدم بحثه عن الجودة القصوى لتعليمه الشيء الذي يجعل منه ميكيافليا بكل امتياز و يجرب جميع الطرق للوصول إلى هدفه و هو الدبلوم من وسائل مشروعة و أخرى غير مشروعة لا جدوى من ذكرها. و ذلك لكي يستريح من الضغط الممارس عليه من طرف الوسط العائلي, و هذا يدل على انه ما زال لم يستوعب معنى أن يدرس الإنسان و يتفوق.
لا يجب أن نغفل أن 60 في المائة من أرباب الأسر المغربية أميون , و النقص كما يعرفه الجميع يولد العقد النفسية , و كما جميع الاباء فانهم دائما يبحثون دائما عن الكمال - والكمال لله وحده - لابنائهم و لا يريدون ان يحرمون مما حرموا منه هم في صغرهم فيقوم بدون قصد بالضغط على ابنائهم من اجل التعلم و بما انهم اميين او شبه اميين فانهم يعتقدون ان التعلم هو وسيلة للترقي الاجتماعي مع انه وسيلة لتحقيق الاشباع النفسي للانسان و محاورة الذات و الاستمتاع , لذلك ترى الاب يطالب ابنه بالحفظ و ليس بالفهم و ابداء الملاحظات و بدون قصد يقتل شيئا فشيئا في ولده روح الابداع و التطور و يجعله اسير المقررات و تابع الظلال و هو نفس الغلط الذي يفعله الاستاذ بتلاميذه.
عندما ينال التلميذ شهادة الباكالوريا يقع في شباك التناقضات النفسية فيحس بطعم الانتصار لنيله الشهادة و في نفس الوقت يحس بالانكسار لانه يعلم انه سيفترق عن اصدقائه الذين شاركوه اجمل سنوات حياته في الثانوية من مشاغبة و طرائف و مواقف حرجة و اولى علاقاته العاطفية لكن دائما سيتذكر انه اكمل واجبه و نال الشهادة و اراح ظهره من ثقل حمله 12 سنة _ طبعا بدون حساب سنوات التكرار _ و انه وصل الى نتيجة.
بعد ذلك يحس انها ليست نهاية متاعبه بل بداية متاعب اخرى لانه هذه المرة هو من سيقرر في حياته بكل استقلالية لانه سيختار توجهه و مع ذلك فسيشرك عائلته في الخطوة القادمة لانه لم يكتسب الثقة الكاملة في نفسه.
ارجو ان يتجاوب معي الطلبة و يتدخلوا و يناقشوا الموضوع
في المرة القادمة ساتحدث عن اول يوم في الكلية
مع تحيات سالم